مزايا استوديو الشركات الناشئة – الجزء الثاني

استعرضنا في مقال سابق المزايا التي يقدمها استوديو الشركات الناشئة على صعيد نجاح الشركات الناشئة نفسها، ولكن ماذا بالنسبة للمزايا الأخرى التي تهم المستثمرين (نجاح الشركات الناشئة نفسها هو الميزة الأساسية للمستثمرين بطبيعة الحال).

بالنسبة للمستثمر، فعادة ما يخسر كل شيء عند استثماره في مشروع ناشئ واحد أو أكثر، وذلك في حال فشل هذه المشاريع، ولا يكون لهذه الخسارة أي قيمة في أي استثمارات أو مشاريع لاحقة.

أما في حالة الاستوديو، فالوضع مختلف تماماً، ونستعرض فيما يلي ملخصاً لأهم المزايا التي يقدمها الاستوديو للمستثمرين في مجال الشركات الناشئة التقنية:

1. توزيع المخاطر:

وذلك عبر الاستثمار في محفظة متنوعة من المشاريع بدلاً من المخاطرة فيمشروع واحد أو اثنين، وبما أن “الفشل” هو مصير محتوم لعدد كبير من المشاريع، فإن توزيعاً مدروساً للاستثمار، سيؤدي في مجمله إلى أرباح جيدة لمحفظة المشاريع حتى مع فشل بعض المشاريع داخلها.

2. الخبرة التراكمية والتجارب السابقة يقلل فرص المخاطرة:

عند فشل مشروع ما، فإن الجميع يخرج خالي الوفاض تماماً، فالمستثمر خسر أمواله، والفريق خسر جهده وغالباً ما يتبعثر الفريق بعد فشل المشروع، وكذلك تتبعثر الخبرة والتجربة من ضياع المشروع نفسه.

أما في الاستوديو، فإن خبرة المؤسسين السابقة، إضافة إلى الخبرة المتراكمة داخل الاستوديو نفسه، هي نقطة قوة مهمة جداً، حيث يعاد “تدوير” الفرق داخل الاستوديو عند فشل أحد المشاريع، وبالتالي تبقى الخبرة بشكل تراكمي موجودة داخل محفظة المشاريع، بما في ذلك الفريق، إضافة طبعاً إلى الدروس المستفادة من الفشل، وهي دروس عظيمة دون شك.

أما عند نجاح أحد المشاريع في الاستوديو، فيتم أيضاً نقل الخبرة وأفضل الممارسات وكذلك أجزاء من الفريق إلى مشاريع جديدة لتعزيزها.

3. تقليص خطورة عدم كفاءة أو جدية الفريق:

بحسب موقع (CBinsights) المتخصص في تحليل بيانات السوق والأعمال، فإن 14 % من المشاريع الريادية الناشئة تفشل بسبب عدم توفر الفريق المناسب، سواء في جانب الإدارة، أو بسبب عدم قدرتها على الحصول على الكفاءات اللازمة أثناء عملية التوظيف، كما تتأثر بعض المشاريع سلباً بمغادرة المؤسس الرئيسي مجلس الإدارة فتتغير توجهات الشركة، وذلك بخلاف الشركات المولودة من قبل استوديو الشركات الناشئة، حيث يعتبر عامل الفريق الجيد والخبرة من أهم نقاط قوة هذه المشاريع.

4. قرارات استثمارية صائبة:

عملية اختيار المشاريع الجيدة، وكيفية ووقت الاستثمار فيها، هي من أهم أسباب نجاح الاستثمار لاحقاً، وفي الاستوديو يكون القرار متخذاً من قبل فريق خبير متخصص في تمويل المشاريع الناشئة التقنية.

5. نظرة شاملة وثاقبة لمجموعة واسعة من الفرص الاستثمارية واختيار أفضلها:

من بين النقاط المهمة التي تميز استوديو المشاريع الناشئة، هو أنه لا ينظر إلى المشاريع بناء على اهتمامات المؤسسين فقط، ولكنه يقوم بعمل نظرة واسعة متفحصة ضمن مجال عمله، بحيث لا يقوم بإنشاء المشروع عند أول فكرة تخطر على بال المؤسسين، ولكن يتم اختيار الفكرة عبر مقارنة مجموعة كبيرة من المشاريع والأفكار، واختيار الملائم منها تبعاً لمعايير خاصة بكل استوديو.

6. عدم التعاطف مع الفكرة على حساب فرص النجاح:

كثيراً ما يؤدي الارتباط العاطفي بين المؤسس ومشروعه إلى قرارات كارثية قد تؤدي إلى خسائر كبيرة، مثل التأخر في إغلاق المشروع بعد اتضاح عدم جدواه، أو التأخر في القيام بعملية تمحور جديدة للمشروع “pivoting” من خلال تعديل النموذج التجاري الخاص بالمشروع.

في الاستوديو ينظر المؤسسون بعين الشك دائماً (عين المستثمر) إلى محفظة المشاريع، ويتم استبعاد المشاريع ذات القيمة الأقل عند مقارنتها بغيرها (الفرصة البديلة)، وذلك عبر قتل المشروع بكل هدوء أعصاب! حيث تعتبر مهمة “قتل المشاريع” من المهام الرئيسية لإدارة الاستوديو، وتكون الخسائر الاستثمارية أقل كلما كانت هذه العملية في وقت مبكر من حياة المشروع.

7. توفير الوقت المخصص للبحث والتطوير:

في معظم الحالات، تستغرق عمليات البحث والتطوير التقليدية وقتًا طويلاً وهو ما يتناقض مع الروح الأساسية لاستوديو المشاريع، والمتمثلة في التطور والنمو السريع.

كما أن عمليات البحث والتطوير التقليدية لا يمكن تكرارها بسهولة، وهي غير قابلة للتوسع، كما أنها كثيفة الاستخدام للموارد، بينما يحرص الاستوديو على نمذجة عمليات والتطوير عبر فريق متخصص.

في أغلب الحالات، قد تتجنب الاستوديوهات المغامرة في المشاريع التي تتطلب موارد كبيرة في عملية البحث والتطوير.

اترك رد

%d