تشتهر صناعة الشركات الناشئة بأنها صناعة عالية الخطورة، حيث يتمكن 1% فقط من الشركات الناشئة، من النجاة، بينما تفشل الغالبية العظمى من المشاريع في تحقيق الاستمرار.
انطلاقاً من هذا الواقع “المرير” للشركات الناشئة، برزت الحاجة لنموذج مبتكر وجديد يعمل على حل مشكلات الشركات الناشئة ويعالج أهم التحديات التي تواجهها.

من بين كل النماذج الأخرى في عالم الشركات الناشئة، فإن استوديوهات الشركات الناشئة “Startup Studio” هو نموذج أعمال جديد نشأ لحل هذه المشاكل والتحديات، وذلك عبر طرق جديدة وفعالة لإطلاق وتشغيل الشركات، تتضمن تقليل تكلفة ومخاطر بناء الشركات الناشئة وزيادة معدلات النجاح.
يقدم استوديو الشركات الناشئة العديد من المزايا الهامة التي تساهم في تخفيف المخاطر وتسريع فرص النمو للمشاريع الناشئة، نتناول في هذه المقالة المزايا التي تختص “بالشركات الناشئة نفسها”، فيما سنفرد مقالاً آخر مخصصاً للمزايا التي يقدمها استوديو الشركات الناشئة للمستثمرين والمحفظة المالية المرتبطة المرتبطة به.
المزايا التي يقدمها استوديو الشركات الناشئة للشركات نفسها:
يقدم نموذج استوديو الشركاء الناشئة للشركات نفسها عدداً كبيراً من المزايا التي تساهم في تخفيف المخاطر وتسريع فرص النمو للمشاريع الناشئة، من أهمها:
1. التركيز على البناء والتطوير:
تشير بعض الدراسات إلى أن مؤسسي المشاريع الناشئة يستهلكون حوالي 40 % من وقتهم في عملية جمع الأموال، و30 % على الإدارة، في حين يبقى 30 % فقط لبناء وتطوير الأعمال.
بينما في الاستوديو فإن المؤسسين يركزون على بناء المنتجات ويخصصون 90 % من وقتهم للتركيز على تطوير الأعمال، في حين أن الاستوديو يهتم بالتمويل والعمليات اليومية عبر فريق من الخبراء يضم: مسوقين، محاسبين، الفريق التقني، خبراء التوظيف، وغيرهم.

2. الجوانب التنظيمية والقانونية:
تشير الدراسات إلى أن 18 % من المشاريع الناشئة تفشل بسبب مشاكل تنظيمية أو قانونية.
فقد يواجه المشروع تحديات غير متوقعة مثل: التشريعات الحكومية، أنظمة البنوك والدفع، عقبات جمركية، سياسات متاجر تطبيقات الهواتف، وغيرها.
العقبات من هذا النوع قد تكون عقبات مدمرة، فتؤدي إلى شلل وفشل المشروع بشكل كامل.
للتغلب على هذا الأمر، فإن نموذج الاستوديو يقدم بطبيعته تسهيلات ورؤية قانونية متكاملة عبر فريق من الخبراء، يفتقر إليه غالباً مؤسسي المشاريع الناشئة، وتشمل هذه التسهيلات إتمام الإجراءات في البيئات القانونية المقعدة، أو سهولة الوصول إلى أكثر من سوق في أكثر من دولة، وذلك نتيجة مكاتب الاستوديو المنتشرة أساساً في عدة دول.

3. توفر موارد وخبرات لا تتوفر عادة لمشروع ريادي واحد:
تعتمد استوديوهات الشركات الناشئة على مبدأ مشاركة جميع موارد الاستوديو مثل الخبرات التسويقية والبرمجية والتكنولوجيا والتمويل والمواهب البشرية وغيرها، وذلك في تنفيذ وتشغيل الشركات الناشئة التي يضمها الاستوديو، وعادة ما تكون هذه الموارد مجتمعة أكبر من أن تتوفر في مشروع واحد ناشئ بدأ مشواره للتو.
وهذا الأمر يزيد بالطبع من فرص نجاح الشركات الناشئة ويحسن من عملية إطلاقها ونموها.

4. بيانات ومعرفة مشتركة:
إضافة إلى المشاركة في خبرات فرق العمل، فإن الاستوديو يشارك نظام الإدارة والمعرفة بين المشاريع، بما في ذلك بيانات التسويق وقواعد بيانات العملاء، وهي نقطة مهمة جداً للمشاريع الجديدة، حيث يمكنها الانطلاق بالاستفادة من عملاء الشركات الأخرى داخل الاستوديو الواحد.

5. التمويل في الوقت المناسب:
تفشل حوالي 38 % من الشركات الناشئة بسبب تعثر الحصول على التمويل في الوقت المناسب، بحسب (CBinsights).
بينما في الاستوديو فإن المشاريع تعمل بأمان من هذا الجانب في المراحل المبكرة من عمر المشروع، كما أن علاقات مؤسسي الاستوديو تساعد في تأمين التمويل في الجولات المتقدمة من حياة المشروع.

6. تقليل المخاطر المرتبطة بالوقت:
نتيجة لكل ما سبق، فإن الاستوديو يقدم قيمة أساسية مهمة للغاية، وهي تقليل الوقت الذي تحتاجه عملية بناء شركة ناشئة جديدة، ما يقلل بشكل كبير المخاطر التي يتعرض لها رواد الأعمال، حيث يؤدي التأخر في الإطلاق إلى مخاطر كبيرة من أهمها تغير في الأسواق أو دخول منافسين جدد، وهو ما يؤدي إلى فشل العديد من المشاريع.


اترك رد