تشتهر صناعة الشركات الناشئة بأنها صناعة عالية الخطورة، حيث يتمكن 1% فقط من الشركات الناشئة، من النجاة، بينما تفشل الغالبية العظمى من المشاريع في تحقيق الاستمرار.
انطلاقاً من هذا الواقع “المرير” للشركات الناشئة، برزت الحاجة لنموذج مبتكر وجديد يعمل على حل مشكلات الشركات الناشئة ويعالج أهم التحديات التي تواجهها.
أهم التحديات التي تواجه الشركات الناشئة:
تواجه الشركات الناشئة في جميع أنحاء العالم مجموعة مشتركة من التحديات الرئيسية، حيث يفتقد الكثير من رواد الأعمال إلى الخبرة اللازمة لعملية نقل فكرة جديدة إلى عمل تجاري قابل للحياة.
وكذلك تواجه غالبية المشاريع صعوبة في الحصول على التمويل الكافي لضمان استمرار المشاريع.
وبشكل عام يمكن تلخيص المشاكل التي تواجه الشركات الناشئة الجديدة بأربع محاور رئيسية:
- التحقق من القيمة المقدمة – Validate a value proposition
- بناء المنتج – Build a product
- التوظيف – Recruit
- الاستثمار والتمويل – Raise capital

تؤدي هذه التحديات الرئيسية إضافة لغيرها من العوامل، إلى نتائج مخيبة للآمال للمشاريع الناشئة حول العالم في معظم الأحيان.
إذاً ما الحل؟
من بين كل النماذج الأخرى في عالم الشركات الناشئة، فإن استوديوهات الشركات الناشئة “Startup Studio” هو نموذج أعمال جديد نشأ لحل هذه المشاكل والتحديات، وذلك عبر طرق جديدة وفعالة لإطلاق وتشغيل الشركات، تتضمن تقليل تكلفة ومخاطر بناء الشركات الناشئة وزيادة معدلات النجاح.
ما هو استوديو الشركات الناشئة “Startup Studio”؟
بأبسط عبارة يمكننا القول إن استوديو الشركات الناشئة هو “كيان يهدف إلى بناء الشركات الناشئة في مراحلها المبكرة وبشكل مستمر ومتكرر”.

ومن خلال هذا التعريف المبسط، نجد أن استوديو الشركات الناشئة يرافق الشركات الناشئة “Startup” منذ اليوم الأول، ويوفر لها الموارد الأساسية والبنية التحتية والخدمات اللازمة لإنشاء الشركات.
على سبيل المثال: جمع الأموال، والموارد البشرية والقانونية، الخبرات التقنية، المبيعات… معتمداً في ذلك على فريق من رواد الأعمال والخبراء ومطوري الأعمال والمهندسين ومديري المبيعات والمستشارين، والذين يولدون أفكاراً تجارية جديدة، ويقومون بتعيين فرق داخلية من أجل تطوير وإدارة هذه الأفكار التي تم إنشاؤها.
في مقابل ذلك يحصل رواد الأعمال والخبراء الذين يعملون في مشاريع استوديو الشركات الناشئة على جزء لا بأس به من أسهم هذه المشاريع الناشئة.
يعرف استوديو الشركات الناشئة بأسماء أخرى، مثل:
“Startup Studio, Venture Studio, Startup Factory, or Startup Foundry”
تاريخ ظهور “استوديو الشركات الناشئة”:

رغم أن أول استوديو في العالم انطلق في العام 1996، وهو “آيديالاب – idealab studio”، والذي يعتبر النموذج الأول لهذا النوع من الشركات، إلا أن الأمر توقف هنا، ولم تبدأ شركات جديدة تتبع نموذج الاستوديو بالظهور إلا اعتباراً من العام 2007، حيث يمكننا اعتباره التاريخ الحقيقي لبدء عمل هذا النموذج في العالم.
وهو ما بات يعرف لاحقاً بـ”الموجة الأولى لانطلاق استوديو الشركات الناشئة”، ومع ذلك فقد بقي الأمر محدوداً جداً بعدد قليل جداً من الشركات.
بعد ذلك وفي العام 2011 انطلقت موجة جديدة ثانية أوسع نطاقاً، ثم بدأ المفهوم بالانتشار شيئاً فشيئاً بدءاً من العام 2015، وهو ما أصبح يعرف بالموجة الثالثة.
وبدءاً من العام 2019، أصبح هذا النموذج نموذجاً شائعاً جداً في العالم، ليتجاوز عدد استوديوهات الشركات الناشئة في العالم 400 شركة على الأقل (حتى العام 2019).
ومع الظروف التي رافقت جائحة كورونا وتسارع عملية التحول الرقمي حول العالم، ازدادت أهمية هذا النموذج، وأصبح نموذجاً رئيسياً في مجال صناعة الشركات الناشئة.
اترك رد